الجمعة، 19 يوليو 2019

قصيدة الشاعر محمد مصطفى حمام ( علّمتني الحياة ) بقلم ..Hayfaa Hezaber





قصيدة الشاعر محمد مصطفى حمام 
( علّمتني الحياة ) 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
علمتني الحياة أن ألقى 
كل ألوانها رضاً وقبولا
ورأيت الرضى يخفّف أثقالي
ويلقي على المآسي سدولا
والذي ألهم الرضا لاتراه
أبد الدهر حاسداً أو عذولا
أنا راض بكل ماكتب الله
ومزج إليه حمداً جزيلا
أنا راض بكل صنف من الناس
لئيماً ألفيته أم نبيلا
لست أخشى من اللئيم أذاه
ولن أسأل النبيل فتيلا
فسح الله في فؤادي فلا أرضى
من الحب والوداد بديلا
ضلّ من يحسب الرضا هوان
أو يراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد 
بها في العباد إلا قليلا 
والرضا آية البراءة والإيمان
بالله ناصراً ووكيلا
علمتني الحياة أنّ لها طعمين
مرّاً وسائغاً معسولا
فتعودت حالتيها قريراً
وألفت التغيير والتبديلا
أيها الناس كلنا شارب
الكأسين إن علقماً وإن سلسبيلا
علمتني الحياة أنّ الهوى سيل
فمن ذا الذي يردّ السيولا
ثم قالت والخير في الكون باق
بل أرى الخير فيه أصلاً أصيلا
إن ترى الشرّ مستفيضاً فهوّن
لا يحب الله اليئوس الملولا
وتظل الأيام تعرض لونيها
على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صار عزيزاً
وعزيز بالأمس صار ذليلا
ولقد ينهض العليل سليماً 
ولقد يسقط السليم عليلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلاً 
فيردي ببغيه هابيلا
ونشيد السلام يتلوه سفّاحون
سنّوا الخراب والتقتيلا
وحقوق الإنسان لوحة رسام
أجاد التّزوير والتضليلا
صوّر ما سرحت بالعين فيها
وبفكري إلا خشيت الذهولا
قال صاحبي نراك تشكو جروحاً
أين لحن الرضا رخيماً جميلا
قلت أما جروح نفسي فقد 
عوّدتها بلسم الرضا لتزولا
غير أنٌ السكوت عن جرح قومي
ليس إلا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمة أنبتتني
خلقاً شائهاً وقدراً ضئيلا
لست أرضى تحاسداً أو شقاقاً
لست أرضى تخاذلاً أو خمولا
أنا أبغي لها الكرامة والمجد
وسيفاً على العدا مسلولا
علمتني الحياة إن عشت لنفسي
أعيش حقيراً هزيلا
علمتني الحياة أني مهما 
أتعلم لا أزال جهولا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق