الجمعة، 19 يوليو 2019

قصيدتي "حكاية أديب عربي" ..Osama Massarwa



قصيدتي "حكاية أديب عربي" ديوان مشاعر الحزء الرابع بعنوان "حكايات"
سكنَ الأديبُ بلا صديقٍ أو رفيقْ
في غرفةٍ كمغارةٍ تحتَ الطريقْ
لا النورُ يدخُلُها نهارًا أو بريقْ
حتى أحسَّ كأنَّهُ فيها غريقْ

فقرٌ يلازمُهُ ولا يتذمَّرُ
قهرٌ يلاحقُهُ ولا يتأثَّرُ
جوعٌ يسهّدُهُ ولا يتضوَّرُ
بردٌ يجمِّدُهُ ولا يتمرمرُ

فأديبُنا رغمَ المآسي صابرُ
وَعلى المظالمِ دونَ خوفٍ ثائرُ
وأدبُينا للعشقِ إمّا شاعرُ
أو ضدَّ حكامِ العروبةِ هادِرُ

فبجرأةٍ ضدَّ الطغاةِ يصارِعُ
وبِقوَّةٍ ظلّمَ البغاةِ يقارِعُ
وبِفكْرِهِ الحرِّ الجريءِ يدافِعُ
عنْ كلِّ مظلومٍ ولا يتراجَعُ

وأديبُنا عرفَ النضالَ ولمْ يزلْ
لمْ يعرِفِ الخوفَ المقيتَ مِنَ الأزلْ
عشقَ البراءَةَ والمحبَّةَ والغزلْ
كرِهَ النفاقَ لحاكمٍ بالمُخْتَزَلْ

في شعرِهِ كمْ قاوَمَ المُتَجبِّرا
ذاكَ الزعيمَ الأوحدَ المُتحجِّرا
ذاكَ الزعيمَ الخائِنَ المتَخدِّرا
ذاكَ الزعيمَ الفاسدَ المُتغنْدِرا

لمْ يعشقِ العيشَ الرغيدَ إذا ركعْ
لم يقبلِ الحسناتِ إنْ يومًا خضعْ
رغمَ المشقّةِ لمْ يهُنْ ولمْ يقعْ
عبدًا لقاهرِ شعبِهِ مهما دفعْ

كمْ شهَّرتْ أشعارُهُ بشرورِهمْ
بقبيحِ ما عملوا وسوءِ حضورِهمْ
كمْ حاولوا إدخالَهُ لِقُصورِهم
لكنَّهُ رفضَ الخنا لِقُصورهمْ

ما كانَ شاعرُنا خَصيًّا أو نديمْ
ما كانَ ينْهلُ منْ نعَمِ الزعيمْ
أوْ يسْتظلُّ بظلِّ شيطانٍ رجيمْ
بلْ كانَ مُلْتزِمًا وحُرًّا مستقيمْ

فالحرُّ إنْ غدرَ الزمانُ بقلبهِ
لا لن يحيدَ كغيرهِ عن دربهِ
والحرُّ لا يخشى عواقبَ حبِّهِ
ودفاعِهِ عن أرضِهِ أو شعبِهِ

لا للقصورِ كخادمٍ يتسارعُ
لا كالعبيدِ عن الزعيمِ يرافعُ
لا يقبلُ الإذلالَ لا يتضرّعُ
بل إنّهُ بشجاعةٍ يتمنّعُ

وأديبُنا الوطنيُ لا يتنازلُ
بل كالهزبرِ عن العرينِ يقاتلً
ولأجلِ إحقاقِ الحقوقِ يناضلُ
فمثيلُهُ في الناسِ لا يتخاذلُ

في ليلَةٍ عصفتْ بسكانِ القُبورْ
خرجتْ ثعابينُ الظلامِ مِنَ الجُحورْ
وبدونِ إحساسٍ بذنبٍ أوْ شُعورْ
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق