الأحد، 7 يونيو 2020

كسحابة عابرة ..بقلم..عبدالرحمن بكري


من ديواني القادم
كسحابة عابرة
تغويني
في منابض الصبا
تلك السحابة العابرة
على خدود اشتياق نازف
قبلة أربكت
كل مواقد نزواتي
تعتورني
فوق رصيف العبث
أحجيات قاومت صهد الشروق
كلما تصفحت جرائدي القديمة
وتفقدت مداد أمنياتي
روعني رماد مدني
تلسعني
عقارب مواعيدي الخائبة
في حناجر فقهاء الصدى
تعاند سفر سحابتي
خيبات الملل
أستعيد توازن خيباتي
وأرتدي ثغر سخريتها الهاربة
من عباءة ضلع مقرف
في ذكورة خاسرة
أرتق فيها خيوط صمتي
وأضرم النار على برادع هزيمة
تدعس بقوة على جبين الورى
بسواد الليل
تكتسح مواقع عبور سحابتي
انتشار ضباب كاشف
عورة النوايا
لتضل طريق عودة
ربيع فراشاتي
تمتطي في نواحها تغريدة قاصرة
تلجم حفيف الريح
تناجي فراغا نما على الأطراف
وتحترق في المدى
كل حبات سنبلاتي
تسحقني
براعة قوم استأنست
تمجيد شهد الكرى
واعتنقت في سيرتها
تجويد بهارات التطبيل
وتصنع في الأفق أكواما من خيوط التيه
تتأرجح على سفينة اليقين
بأوراق الخريف
سراب ينضح بصورة ماكرة
تشردت سحابتي في عراء السنين
فكم يتطلبني من شحذ قوة الريح
لتحيين خلاصات
تمور في بلاهة القدر

مازلت أترقب على الضفة الأخرى
هدير تلك الديمات الماطرة
في شذوذ مواسم الهطل
حانات تثمل على لحن واقف
اختنقت فيها أصواتي
على حكايات ثورات منسية
تضخمت وهما في الذوات العاقرة
خلف معطفي الأسود
اختبأت على خجل
يحاصرني
غبار صخر على الأكتاف
كلما تماديت في ارتياد غابات الأنين
وجرح في الصدر أخاديد
يكوي جمر غرباتي
وإصراري على ركوب موج البحر
نبيذ هجر عاكف
أقبض مفاعل تلك الإشارة
في عبور سحابتي الحائرة
أرسم خريطة وطن بكل الألوان
تتكسر على سواحلها بوارج القيود
إلى متى تلاحقني أشباه الدمى
وتلوك بعسر ألياف كلماتي
ويعوق توثيق سريرتي
بمداد الحنين
حتى خاصمني حلمي في تراتيل الأحقاف
واختلت بوصلة سحابتي
فما عادت الريح .. تستبيح
سفرا يتمخض
خارج أوقات الفجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق