قصة بعنوان ( عودة للذكريات ) 2
============
** ؛ وذهبنا للتمتع وبين السمر والتراشق بكرات الثلج تتعالى الصيحات والضحك ؛ وكنت انظر لهم وهم يتسابقون بالزلاجات والمواقف المضحكة وهم يسقطوا بها ؛ وحاول الأصدقاء أن تعلم السير بها فقد اذهب كثيرا هناك ولم أجربها مرة واحده كنت اكتفى بالمشاهدة ؛ وكانت أول مره التزلج على الجليد وبين السقوط تارة والسير تارة أخرى بين ضحكات وصيحات التشجيع لى ؛ وفى احدي المحاولات بها تصادمت بشخص أخر وسقطنا سويا وقمت مسرعا ومدت يدي لها في محاول مساعدتها على النهوض وهى ممسكه بيدي وترفع رأسها وتنظر نحوى كانت المفاجئة التي عقدة لساني و اثبت في مكاني وينتابني الذهول ؛ وعدت أحدق من جديد أكذبا ما تره عيني وغير مصدقا لم أرى ؛ وارتسمت على وجهها الدهشة والذهول أيضا من هول المفاجئة التي نزلت على كلانا كالصاعقة ؛ بعد أن تمالكنا أنفسنا ؛ إشارة بيدها نحو طفل جميل قادم نحوها تعلو وجه الابتسام وفيها كل معاني براءة الطفولة ؛ وقالت ابني هيثم سلم على عموه هشام فجثوت اقبله وأداعبه ؛ فنظر نحوى ثم شخص ببصره نحو أمه وكأنه يسألها من هذا الشخص الغريب الذي يراه للأول مره ؛ وطلبت منها أن نجلس سويا ولكن اعتذرت حيث أنها مع مجموعه من صديقتها ولا تستطيع أن تتركهم ؛ وتواعدنا على العشاء معا فى محل كنت اعرفه حيث كنت اذهب هناك لبعيدة عن ضوضاء المدينة حيث أخبرتني بمكان عملها وعملي ؛ سارة وأنا أشيعها بنظرات كلها حب واشتياق ؛ عدت لهم أنسأن أخر غير الذي يعرفونه ؛ فارتسمت على وجوههم علامات الاستغراب والتساؤل عما حدث لي ؛ قررت العودة وباءت كل محاولاتهم لثنائي عن هذا وانتظر العودة سويا أو معرفة ما قد حدث ؛ فلم أستطيع قول شيء ؛ ركبت سيارتي للعودة للمنزل وقد أنتبنى حاله من ألا وعى والصمت ؛ عدت للمنزل وارتميت على أول شيء أمامي منهك القوى شارد الفكر ؛ تزاحمت الأفكار وتجمعت كل إحداث الماضي في عقلي ؛ حبي وعشقي لها وحبها لي ؛ وسفرها الاتصال اليومي بيننا والخطابات وانتظري لعودتها لإتمام زواجنا ؛ ثم الصدمة الكبرى بخبر سقوط الطائرة العائدة فيها وما قاسية من أحزان والألم لفراقها ؛ ورحيلي عن الوطن والتنقل من بلد إلى أخرى في محاولة النسيان ؛ وقمت انظر من النافذة لاستنشاق بعض الهواء إلا بتبشير الصباح تنير السماء فقد مر الوقت دون أن أدرى حاولت النوم فلم أستطيع ؛ تمضى الأيام بطيئة ثقيلة على نفسي كأنها أعوام لا تمر حتى موعد لقائنا ؛ جاء الموعد وسرت إلى هناك وتتزاحم الأفكار والذكريات في عقلي حتى كاد إن يصبه الشلل ؛ ووصلت قبل الميعاد وقد كنت حجزت مائدة منعزلة بعيده عن الجميع مطلة على حديقة لتعطى للنفس شيء من الهدوء والسكينة ؛ وظلت عيني تتنقل بين عقارب الساعة التي لا تتحرك أمامي ومنظر الحديقة الجميلة فقد كنت وصلت قبل الميعاد بفترة ؛ وفى ظله هذا الشرود والصمت لم ألاحظ قدومها نحوى؛ فلم أشعر لا بيد تمسح على رأسي برفق وحنان وتقول أين ذهبت بأفكارك ؛ رفعت نظري لأرى المتكلم ؛ فإذا بى أرها أمامي وقد ازدادت جمال وبهاء وعادت إلى كل لحظات الماضي الجميل التي أمضينها سويا وقد توقف الزمن على هذا وقد تبددت ظلمات والألم النفس وتحولت لسعادة وسرور كطفل أتاه ولده بشيء كان يتمنه وغمرتني الفرحة ؛ ثم جلست أمامي ونحن في صمت مطبق لا نفعل شيء غير تبادل النظرات التي تقول كل شيء بل أكثر مما تستطيع الكلمات إن تعبر عنه من مشاعر وأحاسيس متداخلة دخلنا من شوق وحب ولوعه والألم وحرمان السنين وعدم تصديق أننا نجلس سويا من جديد ؛ومرت فتره من الزمن قصرت أو طالت لا يهم غير إننا معا ؛ وقطعة الصمت وقالت بصوت حنون رخيم كنت فين هذه المدة الطويلة لقد بحثت عنك كثيرا ؛ لم احتمل أنباء سقوط الطائرة القادم عليها وصدمة فراقك للأبد وبعد خروج من المستشفى قررت البعد عن أنى مكان كنا نذهب إليه معا أو قد مارا به صدفه ؛ لذلك هربت بعيدا أتنقل من مكان إلى مكان ومن بلد إلى أخرى ؛ وعندما وصلت إلى هنا لم استطيع إن اتركه وكلما قررت الرحيل بعيدا ؛ كان أحساس بداخل أقوى منى يربطني بهذا المكان ؛ كان عندي يقين أن شيء سوف يحدث ولكن لم أتوقع إن الزمان سيرضى ويرافق بحالي ويعيدك إليه من جديد ؛ لقد حدثت ظروف للتأخير ولم استقل الطائرة وسمعت أنباء سقوطها مثلك وعندما عدت ذهبت إلى كل مكان كنا نذهب إليه معا لعلى أجدك ؛ ورغم ذلك لم افقد الأمل لحظه أن الأيام سوف تجمعنا سويا من جديد ؛ وتطرقه الحديث عن هذا الطفل الجميل الذي كان معها عندما التقينا ؛ قالت بعد مرور السنوات ولم اعثر عليك تزوجت والد هيثم لقد كان صديق الأسرة ووقف بجانبي خلال محنتي وقد حاول كثير أسعدي ورزقنا بهذا الطفل الذي ملأ عليه كل حياتي ومرت الأيام بنا ؛ ولكن لم يمهلنا القدر وقد توفاه الله منذ عامين وبقيت إنا وهيثم ومريته؛ وأخذنا نتجاذب الحديث ونتقل من موضع إلى الأخر وتعلوا ضحكاتنا ومره الوقت علينا دون أن ندرى لا بتبشير الصباح تظهر في الأفق ؛ وقمنا متشابكين الأيدي وقرارنا ترك السيارة والعودة سيرا على الأقدام للتمتع بالهواء العليل والمناظر الخلابة والتسابق من الآن الى أخر ثم نمسك بأيدنا من جديد خوفا من المستقبل يفرقنا من جديد حتى وصلنا لمنزلها وقد سطعت الشمس فى السماء ووقفت أشيعها بنظري حتى دلفت إلى دخل المنزل وقد تواعدنا على اللقاء ؛ وقد تعددت اللقاء والخروج إنا وهى وهيثم في رحلات كثير معا والذهب لمنزلها وقرارنا إن نتزوج ونعيش معا وأكون والد لأبنها ؛ وعشنا سويا احلي وأسعد أيام عمرنا و لا يوجد إنسان اسعد منى في هذه الدنيا ؛ ومرت الأعوام ولكن السعادة لا تدوم طويلا ؛ فقد دهمها المرض وسرنا في رحلت البحث عن شفائها عدت سنوات حتى سكنت أنفاسها وذهبت إلى بارئها وقد تركتني ثانيا ولكن هذه المرة معي ابنها لا بلا ابني فقررت ألعوده إلى الوطن أنا وهو نعيش سويا ؛ حبيبتي هل سعيدة الآن بعد ما تحقق ما كنا نحلم به معا ؛ ولم انتبه إلا صوت المزمار تعلن عن الزافة عن انتهاء العرس وسفر العريس والعروسة إلى قضاء شهر العسل وبداء حياتهم الجديدة سويا؛ ليتركني وحدي مع ذكريات الماضي......
فى 17/4/2017
======== .................... ========
همسات الليل للكاتب / حسن عبد المنعم رفاعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق