الأحد، 12 أغسطس 2018

قارئة الكف...بقلم...أمل ابو سل‏



قارئة الكف

على شاطئ البحر جلست قبل المغيب 
كانت الشمس تلملم أشعتها تودعني خلف الأفق
بلقاءٍٍ قريب 
على شاطى البحر ذهبت أفكاري مع الذكريات 
شاردةً تخط بالعصا على الرمل تقلب من الماضي الصفحات 
على ذلك الشاطئ أمواج تتلاعب تتلاطم مخنوقة تضرب حظها على خد الصخور 
وبين مد وجزر تمسح ما خطت العصا من طلاسم حروف 
وكلمات على السطور 
ورغم الضجيج ولهو الأطفال وصرخات تعج بالمكان 
هدوء يتخللني يقتلعني منهم حد الشرود 
نظرات تبحث عن مرسى تحملقني بدون حدود 
على ذلك الشاطى ظللني خيال شبحٍ قاطعٍ افكاري 
يد على كتفي صوتٌ
قوي لا هو برجوليٍ ولا أنثوي 
وإذا بامرأة تعصب الرأس تعانق جبينها ربطةً سوداء 
واسعة العينين 
جميلة المحيا 
تخط الكحل بالعين بلاحدود
حمرة حمراء على الشفاه صارخ لونها شامة تعلو الخدود
واذا بها تقول ارمي البياض هاتي الكف لأرى ما بين السطور
من اهات لقلبك عبور 
خطفت مني يدي 
بدأت ترسم بأصابعها تفسر للزمن خطوط 
هفتت إبتسامتها توقفت أصابعها كصخرٍ جلمود 
توجسني هدوؤها ...توشحني ليلها ... تحملقتني نظراتها
بدأت تتمتم تشهق عبارت تلاحقها عيون 
ضربات لقلبي باتت بجنون 
بدأت تستقرؤني بصوت هادئٍ حنون 
ينتظرك من الله قدرٌ واملٌ لك محتوم
حمام سلام ٍ من حولك بدأ منك يحوم 
مواقف تكشف أشخاص لك لؤوم 
هي تحتاج منك وقفةً صارمةً من فمٍ غير لجوم
ستتوالى عليك الطعنات حد الرجوم
وتزداد وتعلو القلب الهموم 
هو قدرك من الله علام الغيوب 
ومن غيره يكن بك الرؤوف الرحيم
مسحت على رأسي تسرق مني ابتسامة
هي رسمتها على الشفاه ظهور
مشت خطواتها تسابق عيناها
تناظرني تصارعني بملحمة الايام والشهور 
تلك المرأة اقتحمت صمتي حطمت اسوار قلاعي
تسللت العقل والقلب بالعبور 
فسرتني شرحتني بعنفوان فتور 
ودعتني بسلامٍ يعقبه كلمات تفاؤل للحياة عطور
وإذا بلقاءٍ للشمس مرة أخرى 
وبزوغ فجرٍ لأملٍ جديد
ايقنت ان الحياة مستمرةٌ بقدرٍ من الله موجود 
وان الظالم بظلمه مهما علا لن يسود
ولن يضرني احداً بذرةِ فهناك ربٌ عادلٌ معبود 
................................. ...
قارئة الكف 
بقلم امل ابو سل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق