الأحد، 5 أغسطس 2018

يا بحرُ...بقلم...Osama Massarwa



يا بحرُ
يا بحرُ قُلْ لي إنَّ قلبي يسْمَعُ
قلْ لا تُجاملْ رُّبَّ صدْقٍ ينْفَعُ
قدْ حارَ قلبي لمْ يَعُدْ ما يقْنِعُ
لمْ يبقَ للأعرابِ ما قدْ يشفَعُ

يا بحرُ فوقَ العرشِ يقعي ظالمُ
كلبٌ ذليلٌ للأعادي خادِمُ
والشعبُ مَيْتٌ تحتَ ذُلٍّ قائمُ
يا بحرُ قُلْ لي كيفَ يصحو الجاثمُ

كمْ خبَّرونا عن محيطٍ هادرِ
كمْ حدَّثونا عن خليجٍ ثائرِ
والآنَ نحكي عنْ زعيمٍ غادرِ
أوْ خائنٍ أو داعرٍ أوْ عاهرِ

يا بحرُ قلْ لي كيفَ لي ألّا أهونْ
بل كيفَ لي في ظلٍّ ذُلٍّ أنْ أكونْ
إنْ مِتُّ قهرًا واحتِراقًا فالمَنونْ
أوْلى وأَجْدى للّذي يخشى الجنونْ

يا بحرُ قُلْ لي صادِقًا نحنُ الْعربْ؟
أمْ أنَّنا قومٌ تلاشى ما السببْ؟
يا بحرُ تُهْنا وَساءَ الْمُنْقلَبْ
لا أمَّةٌ تبقى إذا عزَّ الغضبْ

ماذا جنيْنا كيْ يُذلّوا أهلَنا
ماذا فعلْنا هلْ نسينا أصلَنا
أمْ أنّنا اعتدنا سنينًا صولَنا
حتى اخْتفيْنا إذْ فقدْنا ظِلَّنا

صمتٌ رهيبٌ يعْرُبِيٌّ مسّنا
هانوا فَهُنا فاستباحوا قُدْسَنا
واسْتضْعَفونا إذْ عدمْنا بأسَنا
واستَصْغرونا كيْ يُطيلوا يأسَنا

يا حسرتي إني لأبكي واخْتَنقْ
منْ ذلِّ قومي كادَ قلبي يحتَرِقْ
يا خادمَ الكلبيْنِ ماذا تعْتَنِقْ؟
إسلامَنا لا مستحيلٌ أتَّفقْ

ماذا تبقى من فخارٍ يا عربْ
قدْ نالَتِ الأعداءُ من قُدْسي الأربْ
هذا لهم أعطى ولم يخشَ العَتَبْ
بل نالَ فخرًا منْ عباءاتِ القصَبْ

قومٌ ذليلٌ جائعٌ أمّا الذهبْ
فللّذي قد ذلّنا حتى العَصَبْ
أسيافُنا للرقْصِ تعلو من خشبْ
إلّا على أعناقنا يا للعجبْ

يا بحرُ عفوًا إن تعدَّيْتُ الأُصولْ
قدْ تاهَ رُشدي في متاهاتِ الذُهولْ
في أرضِنا يا بحرُ للغازي قبولْ
بالخيلِ نأتي والأغاني والطُبولْ

رُحماكَ يا ربي أُهينتْ أُمتي
داسوا على رأسي أذلّوا عزَّتي
يا عُرْبُ هلْ من ثورةٍ أو صحْوةِ
أمْ نحنُ نحيا في ظلالِ الذِلَّةِ

في كلِّ يومٍ نكسةٌ دونَ اعْتذارْ
لكنّها تُهدى لنا مثلَ انتِصارْ
سبحانكَ اللهمَّ نحيا في مرارْ
والخيْرُ للأعداءِ أصحابِ القرارْ

قلبي على قومي وَقومي جاهلُ
قدْ لفَّهُ الصمتُ الرهيبُ القاتلُ
هل يردعُ الأعداءَ حُكْمٌ غافلُ
إلّا عنِ الأهواءِ دوْمًا سائلُ

حُكْمٌ أمامَ الكلبِ دومًا ماثلُ
نذْلٌ حقيرٌ في البوادي سافلُ
يا ويْحَ قلبي عاهرٌ لا عاهلُ
بِئسَ المُسمَّى بلْ وبِئسَ القائلُ

يا قومُ لا لسْنا بقومٍ مستحيلْ
فالحرُّ لا يجثو بذلٍّ للدخيلْ
والحرُّ ذو التاريخِ والإرثِ الأصيلْ
لا ينْحني طوْعًا لممْلوكٍ ذليلْ

يا بحرُ لا تغضَبْ على قلبي الضعيفْ
معْ أنَّهُ حرٌ أبِيٌّ شريف
جاءَ الربيعُ ظنَّهُ عهدًا نظيفْ
لكنّه سرعانَ ما أمسى خريفْ

لم يبْقَ يا قومي كلامٌ يُقالْ
هل صارَ فهْمٌ العُرْبِ أمرًا مُحالْ
أمْ ذُلُّنا قد صارَ ذلًّا عُضالْ
حتى غدوْنا عُرْضَةً للزوالْ

رُحماكَ يا ربّي وجودي مؤلِمُ 
قلبي عليلٌ ثمَّ كوني مُبْهمُ
ماذا دهانا هل هنا من يفْهمُ؟
ماذا سيجري لاحقًا منْ يعْلمُ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق