مساءا يعقوبية :المساء التاسع عشر
-----------------------------
مساء تلك القناصة التي
كلما عبرت أصابتني بسهمها
الله خلق للنساءِ رموشا ورموشها رماح بالسفْكِ تنطق
تلقاني بضم الشفاه سلاما
وتنفث بينهما لهيب زفراتها
فمن مر بنا يعتقد ظنا أنها تسعفني والحق أني أختنق
تنأى فيشتد صُداع حنيني
ثم تعالجني بجرعة صوتها
تغيب كي ترديني على حافة الجنون لوصلها أحترق
أي مسار يرشدني بعدما ألقت
على وجهي بقميصها
بعد عمى النساء صرت أرى وتعلمت كيف أعشق
تقنصني بغمزة قاتلة
وليست غريبة جنايات قنصها
فحارس شهوتي شقيق الشياطين لا يغض البصر
بجسدي سبعة أرواح ولكن
كل ساعة أموت بتغنجها
فكيف أتدارك ما تبقى من عقلي وما تبقى من العمر
كلها فخاخ وشباك
وإذا تبسمت أوقعتني في كمينها
كيف أفك القيد وصوتها بداخلي ينشد مواويل الغجر
أخذتني من كل شيء
وأخذت كل شيء مني وكلي لها
حتى ما عاد يهمني خل ولا أهل ولا صحب ولا بشر
****************
حميد يعقوبي / القنيطرة ...26/09/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق