الخميس، 6 سبتمبر 2018

صـورة الأقــدار ...بقلم...محمد دحروج




صـورة الأقــدار 

ـ 4 ـ

اسمَع يا عُمَر .. إنَّ الحياةَ التِي هي حياتي لن تنفع إلاّ هُناك بالقاهرة ، فأنا إنسانٌ مُولعٌ بالعُزلةِ عاشقٌ لدُنيا الوحدة ، وأنتَ تعلمُ أني أكرهُ المرأةَ وأنني رجُلٌ يشُكُّ في كُلِّ أُنثى كانت من كانت ، وبهذا العقل إزاء فلسفتي نحو المرأة فلن تقوم لِي حياةٌ صحيحةٌ ، دعني أصدُقُكَ القول ، ولن أقبلَ منك لومًا أو عتابًا ، إنمَّا هي أقدار حياتي شاءت أن أكون على ذلك الوجه الذي أُخبرك بهِ الآن ، وأنا شاكرٌ لله على ما بي من ألَمٍ ؛ فلا بُدَّ أن تُدفعَ ضريبةُ الغنيمة ، صدِّقني يا رفيقي ، إنَّ زواجي من فتاةٍ أو امرأةٍ هو مسألةٌ شاذَّةٌ لا أعتقد أنها تصير واقعًا أبدًا ، ولئن تَمَّ الأمرُ فإلَى فشلٍ وانهيارٍ تكون النهاية .
دعنا من القصة الآن واترُكني أُلقي إليك بالحقيقة الكُبرى ، تلك الحقيقة التِي ستوضِّحُ بعد موتي كيف هي المرأة في حياتي .
لقد حاولتُ أن أبني واقعًا صادقًا ؛ غير أني كُنتُ أخدعُ نفسي وأُناور عقلي ؛ فسنوات تاريخي آمنت بفكرة حياة العازفين عن إقامة دُنيا يُمثِّلُها رجُلٌ وامرأةٌ ؛ ولعلك توقن أنني لا أعقلُ أُطروحة الكيان الثنائيّ فأنا اعتدتُ أن أعيشَ وحدي .. وسأبقى وحدي .. لأني أُحبُّ ذلك ولأني أُحبُّ أن أكُون كذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق