مساءات يعقوبية / المساء الخامس عشر
---------------
مساء امرأة كقطعة الثلج التي تجمدني فأشتهي ضمها
و صدري مَوْقدُ حطبٍ ومحرقة تُحيلُها نهرا من العرق
ينساب زلالا والفؤاد ظمآن يسيل شلالا متدفقا بقدميها
لا عاصم لي من طوفانها ولا من ينجي بدني من الغرق
------------------------
وربي سأُحَرِّضُ الصقيع وأنفاسي ثانية على تجميدها
فإني في شهوتَيِّ التجميد و الذوبان طائش كثير النزق
أُعلمها الصلاة فوق الماء ولا أدع فلكا يجري لمنتهاها
أثقب المحيط بإبرة وأجعلها تمتطي زورقا من الورق
-------------------
حمل نوح من كل شيء زوجين وأنا حملت كل ما فيها
رأيت فيها الغيَّ رَشَدا والجنون تعقلا والحسن قد نطق
من جرة الحب ملأتْني فجوة بعد فجوة فصرت مزارها
ومعها صرت الراضع من صدر الطمأنينة بعد القلق
------------------------
هي سيدة الماء يراها الخلق بشرا لكنني ملاكا أراها
وغيرها رجس من عشق لشيطان اقترن بي والتصق
فكأنني ما عرفت امرأة بحياتي منذ الميلاد سواها
سلبتني طوق النجاة وآخرُ مراكبي ببحرها احترق
**************
الحقوق محفوظة لحميد يعقوبي / القنيطرة
2018/08/22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق