( عرس جنائزي )
.................... قصة قصيرة بقلمي الكاتب ( عاطف عبد الله )
( ها أنا ..في أوقات السحرالرائعة.. حيث يتغني الليل بلحن الغزل.. تراقصني علي كفه الممدود مابين الأرض الي السماء ستائره السوداء اللعوب... انتشي بقبلاتها المتلألأة علي خدي وشفتي المختلجتان بتسبيحات وتكبيرات الدهشة من جميل صنع الله ..يبتسم لي البدرالذي لم يزرني منذ شهر قمري وحوله نجمات يتراقصن بضحكات لؤلؤية ساحرة ...وكانهن يزفانه علي احداهن في مشهد عرس ملائكي تباركه ريح من الصبا آتية كرسول من قلب السماء النابض بدماء من عطاء وسخاء ...الموكب الأسطوري يلف أرجاء الكون وفجأة ...تصعد أرواح بشرية من الأرض الانسانية تقطر بدماء ..تصرخ برثاء ..تفسد الفرحة السماوية يبكي البدر بدمعات قمرية غزيرة تتلقفها نسمات حريرية من سحاب فتهبط بها كرسالة من قطرات الندي لتروي بها اغصان الزيتون المحترقة ...تصرخ النجمة العروس في مشهد جنائزي علي تلك الأرواح المذبوحة ثم تخلي سبيلها لتكمل الرحلة الي عنان السماء .يغادر البدر حزينا ..وتنطفئ العروس ذائبة في ظلام الكون اللامحدود .تتزايد الارواح البشرية المذبوحة في الصعود تصاحبها آهات وصرخات ودعوات واستغاثات تنبئ بفساد وظلم سائد صاعد من الأرض المذبوحة لتحمر السماء في مشهد جنائزي عجيب... يهل الفجر حزينا ويكبر للصلاة... وخيطه الأسود ليس فيه خيطا أبيضا معلنا الحداد....كل هذا وأنا مازلت أنادي بأني انسان أنتظر أوقات السحر من جديد .
...................................................
تحياتي لكم من القلب
الكاتب والشاعر
عاطف عبد الله
......................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق