الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

الفصل العاشر من روايتِي ( السُّطور التي مسَّها الجن ) بقلم... محمد دحروج




الفصل العاشر من روايتِي ( السُّطور التي مسَّها الجن )
ولا زلتُ أضطربُ لا أدري

عَقِيبَ فَجرِ الأحَد 15 سبتمبر 2018

لا ، لستُ أخلعُ نفسِي من إدانةِ نفسِي ولستُ أغفلُ أننِي أحببتُ هذه المرأةَ حتَّى تمنَّيتُ لو أني لقِيتُها مرَّةً أُخرى لأنالَ بجلسَةٍ في جوارها ما ينفُضُ عنِّي سأمَ السَّنواتِ وكآبةَ الحاضرِ ، وإني إذ أُمسِكُ بقلمِي الآنَ فإنمَّا أُمسِكُ بطرفٍ مِن خَيْطِ حُزنٍ تدلَّى فأوَّلُهُ أنا وآخرُهُ ذاهبٌ نحو السَّماءِ المُظلمةِ ، فإذا ما ألقيتُ بحُزنِي في حِجْرهَا كما كانت عادتِي ارتدَّ أمرِي إلَى صَمْتِ القُنُوطِ من جديدٍ فأنا لا أُريدُ كلامَ الهوى ، وأنا لا أُريدُ أن تذهبَ عنِّي ؛ وإنمَّا أشتهِي أن أظلَّ ناظرًا إلَى عَينَيهَا فبهما حُزنٌ رُبمَّا فاقَ حُزنِي ، وألَمٌ لعلَّهُ فوقَ ألَمِي، ولولا أننِي اعتدتُ أيامَ الشَّقاءِ وسنواتِ العذابِ لبعثرتُ ذاتِي فإذا بها فوقَ رصيفِ التلاشِي .
وقالت لِي يومًا وأنا واضعٌ رأسِي في حِجْرِهَا : أنتَ عظيمُ الأنانية رهيبٌ في تقدير ذاتكَ دُونَ مُبالاةٍ بالأُنثى التِي تشتعلُ من أجلكَ !
فأغمضتُ عينِي لتحسبَ أننِي قد نِمتُ وأني ما سَمعتُها ، وما فعلتُ ذلكَ إلاَّ لأننِي عجزتُ عن الجوابِ !
ومرَّت الأيامُ وغادرت أرضِي وما غادرت قلبِي لأنها عاشَت معي ومن بعدي فما غدرتْ ، وها هيَ تحيا بأرضِ الشَّام وهَا أنا أعيشُ ها هُنا في مصر ؛ غير أني ما زلتُ رهينَ حُبٍّ كانَ ذاتَ يومٍ وما زالَ مُرابطًا فوق أوردة ضميري .
أيتُها العزيزة .. لقد وقع من بعدكِ ما قد وقع ، غير أنَّ الله يعلمُ أننِي مكثتُ إلَى يومِ الناسِ هذا لا أُصدِّقُ أننا لن نجتمعَ ثانيةً .

أيتُها العزيزة .. لك في النفس مكانٌ ومكانةٌ ؛ ولولا أنكِ رحلةٌ لا تُنسَى وقصَّةٌ لا تُطْوى لَمَا بقيتُ إلَى لحظةِ الوجودِ هذهِ أُناجيكِ على البُعدِ ما عرفَ وجدانُ العالَمِ معنَى الذكرى ومعنى الألَم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق